{{الإمبريالية}}
ــــــــــــــــــــــــ
* الإمبريالية هي سياسة أو أيديولوجية تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة على الدول الأُخرى وشعوبها، بغيةَ زيادة فرص الوصول السياسي والاقتصادي وزيادة السلطة والهيمنة، ويكون ذلك غالباً باستخدام القوة الصارمة، ولا سيَّما القوة العسكرية، ولكن أيضاً باتِّباع القوة الناعمة.
* ترتبط الإمبريالية بمفاهيم الاستعمار والإمبراطورية، مع ذلك تعد الإمبريالية مفهوماً متميزاً يمكن أن ينطبق على أشكال أُخرى من التمدُّد والسيطرة، وعلى العديد من أشكال الحكومة.
(الأصل والاستخدام)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- جاءت كلمة إمبريالية من الكلمة اللاتينية إمبريوم (imperium)، التي تعني القوة العليا، أو «السيادة» أو «الحُكم».
- بدأت الكلمة بالشيوع بمعناها الحالي، في بريطانيا العظمى في سبعينيات القرن التاسع عشر، وكانت تحمل حينئذ دَلالات سلبية.
- في السابق استُخدم المصطلح لوصف ما كان يُعَدُّ محاولاتٍ من نابليون الثالث للحصول على دعم سياسي بالتدخلات العسكرية الأجنبية.
- كان المصطلح ولا يزال، يُعبِّر تعبيراً رئيساً عن الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية واليابانية، خصوصاً في قارتي آسيا وإفريقيا، في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولا يزال المعنى الدقيق للمصطلح موضع نقاش بين المختصين حتى اليوم.
- يستخدم بعض الكتاب، من أمثال إدوارد سعيد، المصطلح على نطاق واسع لوصف أيّ نظام للسيطرة والإخضاع يتمحور حول مفاهيم الدول الأساسية الإمبراطورية والدول الهامشية، ويشمل هذا التعريف كلاً من الإمبراطوريات والاستعمار الجديد.
(الاستعمار مقابل الإمبريالية).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- غالباً ما يخلط بين مصطلحي «الإمبريالية» و«الاستعمار»، ومع ذلك يؤكد العديد من المختصين بأن كلاً من المصطلحين له تعريفه المميز والخاص به.
- استخدم مصطلحا الإمبريالية والاستعمار لوصف تفوق وهيمنة وتأثير مجموعة ما على شخص أو على مجموعة من الأشخاص.
- كتب روبرت يونغ: تنطلق الإمبريالية بالعمل من المركز، لكنها ومع ذلك تعد سياسة دولة، ويتم تطويرها لأسباب آيديولوجية ومادية على حد سواء، فالاستعمار ببساطة هو تطوير للاستيطان أو للنوايا التجارية، ولكنه يشمل الغزو أيضاً.
- يفصِل مصطلح الاستعمار في الاستخدامات الحديثة، جغرافياً بين المستعمرة والقوى الإمبريالية.
- يميز إدوارد سعيد على وجه الخصوص، الفارق بين الإمبريالية والاستعمار فيقول: اشتملت «الإمبريالية على ممارسات ونظريات ومواقف المراكز الحضرية المهيمنة التي تحكم مناطق بعيدة»، في الوقت الذي استُبعدت إمبراطوريات الأراضي المتجاورة، كالإمبراطورية الروسية أو الإمبراطورية العثمانية، من المناقشات المرتبطة بالاستعمار، ومع ذلك بدأ هذا المبدأ بالتغير، لأنه كان من المقبول لهذه الإمبراطوريات أن ترسل سكاناً إلى الأراضي الجديدة التي حكمتها.
تفرض كلٌ من الأنظمة الإمبريالية والاستعمار الميزة السياسية والاقتصادية على أرض وسكان المناطق التي تسيطر عليها، ومع ذلك يجد المختصون أحياناً صعوبة في توضيح الفارق بين الاثنين.
- يركز كل من الإمبريالية والاستعمار على قمع الدول الأخرى، لكن يشير الاستعمار إلى عملية سيطرة بلد ما على بلد آخر، وتشير الإمبريالية بالمقابل إلى الهيمنة السياسية والنقدية على البلدان الأخرى، سواء بشكل رسمي أو بشكل غير رسمي.
- يُنظر إلى الاستعمار بوصفة المهندس المعماري الذي يضع خطة البدء بالسيطرة على المناطق، بينما يمكن أن يُنظر إلى عمل الإمبريالية على أنه خلق لمُبرر الغزو بالتعاون مع الاستعمار.
- يحدث الاستعمار عندما تبدأ الإمبراطورية بغزو منطقة ما، ثم تصبح في نهاية الأمر قادرة على انتزاع السيطرة عليها من سكانها.
- يكمن المعنى الأساسي للاستعمار في استغلال الموجودات والموارد القيمة للبلاد التي تم غزوها، ومن ثم جني غنائم الحرب، بالمقابل يكمن معنى الإمبريالية في إنشاء إمبراطورية من خلال احتلال أراضي دول أخرى، وبالتالي زيادة هيمنتها.
- يُعد الاستعمار منشئاً للممتلكات الاستعمارية في منطقة ما، ويحافظ عليها السكان الذين ينقلهم الاستعمار إلى الأراضي الجديدة من منطقة أجنبية، وليس من الغريب أن تكون خصائص ومميزات الشعوب الفاتحة موروثة من السكان الأصليين، فلا يزال عدد محدود من المستعمرات بعيداً عن البلد الأم، لذلك ستنشئ معظم هذه المستعمرات في نهاية المطاف جنسيتها المستقلة، أو ستبقى تحت السيطرة الكاملة للبلد المستعمِر.
- رأى الزعيم السوفيتي فلاديمير لينين أن «الإمبريالية تُمثل أعلى شكل من أشكال الرأسمالية، تطورت بعد الاستعمار وتميزت عنه بالرأسمالية الاحتكارية»، وتؤكد فكرة لينين هذه على مدى أهمية النظام العالمي السياسي الجديد في العصر الحديث.
- تركز الجغرافية السياسية الآن على أن تُصبح الدول لاعباً رئيسياً في السوق، وينظر إلى بعض الدول اليوم على أنها إمبراطوريات بسبب سلطتها السياسية والاقتصادية على الدول الأخرى.
تسبب التوسع الأوروبي بتقسيم العالم بالاعتماد على طريقة تصوير نظرية المنظومات العالمية للدول المتقدمة والدول النامية، وتقسم نظرية المنظومات العالمية بلدان العالم إلى مجموعتين رئيسيتين:
1- بلدان جوهرية (النواة).
2- بلدان هامشية (المحيط).
* تشمل النواة مناطق الدخل المرتفع والأرباح الكبيرة، بينما يتكون المحيط من الدول ذات الدخل المنخفض والأرباح المنخفضة، وتسببت هذه النظرية الجيوسياسية النقدية بزيادة النقاشات المرتبطة بمعنى وتأثير الإمبريالية على العالم في فترة ما بعد الاستعمار الحديث.
#رفعت_مهني
#مقالات_سياسية