(النظرية - المفهوم - التعريف)
أولاً: {نظرية السلطة}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حال ما يطرح مصطلح نظم سياسية، يستحضر الذهن تصورات حول: السلطة، الدولة، الشرعية. فالسياسة هي السلطة، والسلطة تعني الدولة أو تحيل إليها. لا سياسة دون دولة، و/أو سلطة سياسية. مفاهيم السلطة والدولة التي نتحدث عنها اليوم ليست بالضرورة هي نفسها التي استعملها علماء السياسة والاجتماع منذ بدء التنظير للسياسة. هذه المفاهيم متحركة غير ثابتة، يؤثر فيها المكان، والزمان، والإنسان، وانتاجاته.
ثانياً: {مفهوم السلطة}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يقترن مفهوم السلطة اليوم لدى الإنسان العادي بالدولة، وهي اليوم التي تمتلك حق احتكار القوة والسلطة السياسية العامة.
- السلطة بالمفهوم الاجتماعي سابقة في وجودها على سلطة الدولة.
- الدولة جاءت لتحتكر ممارسة السلطة العامة التي كانت تمارس قبل وجود الدولة من قبل رب الأسرة، أو زعيم القبيلة، أو أفراد المجتمع وعليه، فالسلطة ظاهرة اجتماعية قبل أن تكون ظاهرة سياسية.
- السلطة هي علاقة خضوع وتبعية، ظاهرة طبيعية في أيّ مجتمع، ترافق الفرد منذ طفولته، في المنزل، الحيّ، المدرسة، العمل….ألخ.
= فكرة عيش الإنسان دون خضوعه لسلطة ما، هي فكرة خيالية، فوجود السلطة سابق على وجود الدولة.
= تجربة السلطة في العائلة هي التجربة الأغنى والأعمق تأثيرا من بين تجارب السلطة التي يعيشها الإنسان الاجتماعي.
= منذ أن بدأ الإنسان يعيش في جماعة ألزم نفسه بالخضوع لبعض الأنظمة، وتنفيذ بعض الأحكام، وهذا هو الأصل الاجتماعي للسلطة.
* السلطة معترف بها في كل مجتمع إنساني حتى في المجتمع البدائي.
* السلطة دوما في خدمة بنية اجتماعية لا يمكنها المحافظة على نفسها بنفسها بتدخل العُرف أو القانون فقط، أو بنوع من التقيد التلقائي بالقواعد.
* إذ لا يوجد أيّ مجتمع تحترم فيه القواعد تلقائيا وعليه، فوظيفة السلطة، الدفاع عن المجتمع ضد نقائصه وضد التهديدات الخارجية.
ثالثاً: {تعريف السلطة}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ يعرف (م.ج. سميث) السلطة على أنها القدرة على التأثير فعليا على الأشخاص والأمور باللجوء إلى مجموعة من الوسائل تتراوح بين الإقناع والإكراه.
ـ (ماكس فيبر) يعرفها: بالإمكانية المتاحة لأحد العناصر داخل علاقة اجتماعية معينة ليكون قادرا على توجيهها حسب مشيئته، أو هي إمكانية خضوع جماعة معينة لأمر محدد المضمون.
ـ أما (ج. بيتي) هي الحق المعترف به لشخص أو جماعة برضا المجتمع في اتخاذ القرارات المتعلقة ببقية أعضاء المجتمع.
ـ (تالكوت بارسنز) يقول بأنها: القدرة على القيام بوظائف معينة خدمة للنسق الاجتماعي باعتباره وحدة واحدة.
ـ (موريس دوفرجيه) هي مفهوم معياري، يحدد وضع من يحق له الطلب من الآخرين الامتثال إلى توجيهاته في علاقة معينة.
= ولكيّ تكون السلطة شرعية يجب أن تحظى بالقبول والاعتراف من لدن الأفراد المشكلين للجماعة، وسواء كانت شرعية أم غير شرعية فهي تفترض وجود عنصر الإكراه،
= فإذا لم يتوفر عنصر الإكراه، فإن علاقة التبعية والخضوع للسلطة تندرج ضمن مفهوم النفوذ، وهو يعني السلطة المجردة من الإكراه.
.. دوفرجيه لا يكتفي بتوفر عنصر الإكراه للقول بوجود السلطة، بل يشترط توفر الشرعية أيضاً (قبول المجتمع للسلطان).
ـ يميز (لاسويل وكابلان) في كتابهما (السلطة والمجتمع 1950)، السلطة عن النفوذ بالقول: إن التهديد بالجزاء هو الذي يميز السلطة عن النفوذ بصورة عامة، فالسلطة تؤلف حالة خاصة من حالات ممارسة النفوذ.
* السلطة إذن ملازمة للطبيعة البشرية وتتضمن عنصريّ السيطرة والكفاءة. • السيطرة ضرورية لإخضاع الناس بالإكراه، ولكن الإكراه لوحده قد لا يكون كافيا لضمان عملية الإخضاع، فتأتي الكفاءة والشرعية لتسهلا عملية الخضوع وتشرعنها.
* لم يشهد التاريخ قيام سلطة سياسية بدون قوة، والسلطة السياسية هي التي تتبلور مع وجود الدولة، أيّ مقترنة بعنصر الإكراه والقوة.
* السلطة تكون سياسية عندما تُمارس في المجتمع الكلي كسلطة سيدة نفسها، بمعنى أن ممارسيها لا يخضعون لأيّ سلطة أخرى.
* الدولة هي المحتكرة لممارسة السلطة بما يعني احتكارها ممارسة الإكراه والقوة.
#رفعت_مهني
#مقالات_سياسية